يُعد العنف الاسري من أخطر الظواهر الاجتماعية والقانونية التي تمس كيان الأسرة وتُهدد استقرارها. فهو لا يقتصر فقط على الإيذاء الجسدي، بل يشمل أيضًا الإيذاء النفسي واللفظي والاقتصادي، ما يجعل آثاره تمتد لتُهدد الفرد والمجتمع بأكمله. ومع تزايد حالات العنف داخل البيوت، برز دور القانون في وضع تشريعات حاسمة لحماية الضحايا وفرض عقوبات صارمة على المعتدين.
في هذا المقال، نسلّط الضوء على مفهوم العنف الأسري، أنواعه، آثاره
مفهوم العنف الاسري
هو العنف الذي يحدث بين أفراد الأسرة أو الشركاء الحميمين، ويكون عادة في المنزل. يحدث العنف الأسري عند استخدام أحد أفراد الأسرة للقوة والتهديد بأشكاله المختلفة لفرض السيطرة والتحكم بالآخرين من أفراد الأسرة
العنف الأسري غير مبرر ويمكن أن يحدث لجميع الفئات وجميع الأعمار
أنواع العنف الاسري
1- العنف الجسدي : كالضرب، والركل والصفع، وشد الشعر، والقرص، والدفع.
2- العنف العاطفي و اللفظي : كالسب، والصراخ، والانتقاد الهادم، والإهمال والمناداة بالألقاب غير المحببة، والترهيب من خلال تعابير الوجه، ونبرة الصوت العالية أو القاسية، والتحكم الزائد بكل الأمور الشخصية الخاصة بالطرف الآخر
3- العنف الجنسي : يتمثل في إجبار شخص على ممارسة أو مشاهدة أفعال جنسية رغما عنه.
4- العنف المادي : إجبار شخص على أن يكون تابع ماديا، عن طريق محاولة منعه من البحث عن وظيفة أو عدم السماح له بالاحتفاظ بوظيفته الحالية، أو التحكم بمصادر دخله الخاصة.
كيف يمكنني الابلاغ عن العنف الاسري ؟
تتيح الإبلاغ عن سوء المعاملة إما عن طريق تطبيق الجوال الموحد أو الاتصال على مركز العنف الأسري (1919)، وتحرص الوزارة على أولوية سلامة الأشخاص من خلال حمايتهم من تكرار العنف
كيف يتم اثبات العنف الاسري ؟
يتمّ عادة الرجوع إلى وسائل الإثبات العادية المقبولة في المادة الجزائية من شهادة شهود واعتراف والتقارير والشهادات الطبية وغيره أو الوسائل الحديثة للإثبات كالوسائل التكنولوجية الحديثة من تصوير وتسجيل صوتي
عقوبة العنف الاسري في مصر
يضم قانون العقوبات المصري رقم 58 لسنة 1937م جميع أشكال العنف أو الاعتداء على المرأة كجرائم، وقد نصّت المادة 267 من القانون على أن المعتدي جنسيًا على المرأة يُعاقب بالأشغال الشاقة المؤقتة ويُمكن تمديدها إلى السجن المؤبد في حال كان الشخص المعتدي من أصول المرأة أو الوصي عليها، وفي حال اختطاف المرأة ثم الاعتداء عليها يُعاقب المعتدي بالإعدام
أسباب العنف الاسري
1- الأعراف الذكورية والثقافة الأبوية: تعزز النظرة التي تعتبر الرجل “وصيًا” على المرأة، ما يبرر في نظر بعض الأشخاص استخدام العنف للحفاظ على السلطة
2- الضغوط الاقتصادية والاجتماعية: البطالة والفقر والصدمات النفسية ترفع معدلات التوتر في الأسرة، ما قد يُفضي إلى العنف.
3- التنشئة الاجتماعية: إظهار الأطفال للعنف المنزلي يعزز قبولهم له واستخدامهم له لاحقًا.
آثار العنف الاسري
1- الإصابات المتكررة والكدمات والكسور و بالتالي ارتفاع مخاطر الأمراض المزمنة نتيجة التوتر المستمر
2- تدمير الثقة بالنفس والعزلة الاجتماعية بسبب القلق والاكتئاب والاضطراب
3- انخفاض الإنتاجية وفقدان فرص العمل بسبب الإصابة النفسية والجسدية
أهمية دور محامي الأسرة في قضايا العنف الاسري
يُعدّ محامي الأسرة عنصرًا أساسيًا في حماية حقوق ضحايا العنف الأسري من الآتي :
1- التمثيل القانوني: يوفر محامي الأسرة تمثيلًا قانونيًا للضحايا أمام المحاكم، مما يضمن حماية حقوقهم القانونية.
2- الحصول على أوامر الحماية: يساعد في تقديم طلبات أوامر الحماية المؤقتة والدائمة لحماية الضحايا من المعتدين.
3- جمع وتوثيق الأدلة: يُرشد الضحايا لجمع الأدلة اللازمة مثل التقارير الطبية وشهادات الشهود لدعم قضاياهم.
4- المشورة القانونية: يقدم استشارات قانونية حول الحقوق والإجراءات المتاحة، مما يساعد الضحايا على اتخاذ قرارات مستنيرة.
5- التنسيق مع الجهات المعنية: يتعاون مع الشرطة والمستشفيات والأخصائيين النفسيين لتوفير دعم شامل للضحايا.6- حماية الأطفال: يعمل على ضمان ترتيبات حضانة آمنة للأطفال المتأثرين بالعنف الأسري.
وجود محامي أسرة متخصص يُعدّ عنصرًا حاسمًا في حماية الضحايا وضمان حقوقهم القانونية
للحصول على استشارة قانونية يمكنك التواصل معنا عبر الرقم: 01019892158.
الخاتمة
العنف الأسري مشكلة خطيرة بتأثر على الأفراد والأسرة كلها، وليس له مبرر تحت أي ظرف فوضع القانون إجراءات واضحة لحماية الضحايا و معاقبة المعتدي وده بيساعد على تقليل العنف ومنع تكراره ويجب نشر الوعي بين المجتمع وتشجيع الضحايا على طلب المساعدة من الجهات المختصة. الحماية الحقيقية بتبدأ من القانون